تمثل مهارات تحليل البيانات جانباً مهماً عند وضع الاستراتيجيات للشركات الكبرى، لأنه من خلال هذه المهارات يتم جمع البيانات المتعلقة بالشركة كلها، ثم يتم تحليل وتفسير هذه البيانات بالتفصيل من أجل الوصول إلى نتائج نهائية دقيقة، لتوضع بين يدي المسئولين عن اتخاذ القرار.

ولا يقتصر تحليل البيانات على مجال واحد، وإنما يشمل الخدمات المصرفية والمالية والرعاية الصحية ومجالات التجارة بأنواعها المختلفة، ومجالات الصناعة، وهذا يؤكد على أهمية تحليل البيانات.

اكتساب مهارات تحليل البيانات يتيح فرص متعددة من أجل الوصول إلى فهم مدى نجاح المشروع لأصحاب الأعمال والمشاريع، ويساعد في إيجاد فرص عمل جيدة للباحثين عن مقعد وظيفي مميز ومرموق. 

مهارات تحليل البيانات ودور محلل البيانات

قبل أن نتعرف على ما هي مهارات تحليل البيانات؟ لابد من معرفة ما دور محلل البيانات؟ حيث يعد هذا الشخص هو المسئول عن تحليل البيانات وتقديم اقتراحات مبنية على نتائج دقيقة من أجل تطوير العمل أو زيادة المبيعات أو معالجة السلبيات.

ولكي يتم تحليل أي نوع من البيانات، لابد من المرور بالعديد من الخطوات، مثل البحث عن البيانات في مصدرها الأول من خلال أدوات تحليل البيانات، وتحليل جميع الاتجاهات المحلية والعالمية ذات الصلة والتأثير على برامج عمل الشركة.

ثم بعد ذلك يتم ترتيب هذه البيانات للاستخدام، ثم استعمال أدوات إحصائية تساعد في تقديم تقارير ومؤشرات أداء للاعتماد عليها في وضع استراتيجية طويلة الأجل.

في النهاية يقوم المحلل بتقديم الاقتراحات والتحسينات التي يمكن استخدامها من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وهذه الاقتراحات تكون بناء على تحليل البيانات السابق. يمكنكم التعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

أهم مهارات تحليل البيانات

تختلف مهارات تحليل البيانات تبعاً للمجال الذي تعمل فيه، ولكن هناك مهارات أساسية مشتركة بين جميع المجالات، وهذه المهارات هي ما يلي:

1. جمع البيانات وتنظيمها

من الضروري أن يكون لديك فهم لطريقة جمع البيانات بشكل شامل، ثم تنظيف هذه البيانات وتنقيتها من البيانات الغير صحيحة، وتنظيمها للاستفادة منها في المراحل التالية من التحليل.

2. المعرفة الإحصائية

من مهارات تحليل البيانات Data analysis الضرورية هي المعرفة الإحصائية، لأنها تضمن لك صحة التحليل وتجنب الأخطاء والمغالطات، حيث توجهك هذه المعرفة إلى استكشاف البيانات وفهمها فهماً دقيقاً.

3. إنشاء تصور للبيانات

توضح مهارة إنشاء تصور للبيانات، الاتجاهات والأنماط التي يسير عليها العمل الخاضع للتحليل، حيث يتم تقديم رسوم بيانية ورسوم توضيحية من خلال هذه المهارة.

وهذه الرسوم تزيد من الإدراك والفهم لنتائج، وتساعد في فهم العديد من الأفكار المعقدة لتحديد الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها الوصول لأسرع وأفضل نتائج. يمكنكم التعرف كذلك على أنواع الروبوتات الذكية وفوائدها.

4. إدارة الوقت

تعد جدولة الوقت وإدارته بشكل جيد من مهارات تحليل البيانات الرئيسية، حيث تمكنك من البقاء فعالاً ومنظماً، وإنهاء عملك في الوقت الذي تحدده، وتجنب التشتت، ويساعدك على التركيز على المهمات المطلوبة وإنجازها في أوقات محددة.

5. مهارة التواصل

تواصلك مع محللي البيانات والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والمطورين، يوفر لك الكثير من المعلومات، التي تفيدك في مجال تحليل البيانات، وتكون قادراً على معرفة كل المستجدات، وهذا سيساعدك في اقتراح حلول فعالة ومبتكرة، لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.

6. إيجاد حلول للمشكلات

إن غالبية المنظمات والشركات تقوم بتوظيف محلل البيانات، لتحليل أداء الشركة والوصول إلى المشكلات ثم إيجاد حلول لهذه المشكلات، أو التدخل لمنع حدوثها.

 لذلك من مهارات تحليل البيانات Data analysis المميزة، هي تحديد المشكلات المعيقة للتطور الشركة، ثم اقتراح حلول قابلة للتطبيق وتكون هذه الحلول بناء على المعلومات التي تم جمعها.

7. التعلم الآلي

يعتبر التعلم الآلي أحد فروع الذكاء الاصطناعي، ومع تطور التكنولوجيا أصبح استخدام التعلم الآلي من الأشياء الضرورية، فمن خلاله يمكن إنشاء النماذج التحليلية بطريقة تلقائية.

عندما تكتسب مهارات التعلم الآلي فإن هذا يعد قيمة إضافية كبيرة لك ولشركتك، كما أن الذكاء الاصطناعي الآن يعد من المجالات المتنامية التي من المتوقع أن تحل مكان العديد من الأعمال.

8. كتابة التقارير

إن كتابة التقارير وتلخيص النتائج وتقديمها بشكل واضح وموجز، من مهارات تحليل البيانات التي تساعد كثيرا في تكوين رؤية واضحة عن طريقة العمل.

ولكي تصل إلى كتابة تقارير قيمة لابد أن يكون لديك القدرة على تنظيم الأفكار واستخدام المعلومات المستخلصة من التحليل، وترتيب الأولويات واستخدام البيانات التي تدعم متطلباتك.

أنواع البيانات عند التحليل

إتقان مهارات تحليل البيانات ومعرفة أنواع هذه البيانات التي تعمل على تحليلها، تمنحك التميز كمحلل، حيث توجد عدة أنواع من البيانات وهي كالتالي:

1. بيانات الكمية

تدل البيانات الكمية على الخصائص أو المعلومات القابلة للقياس والتي تعتمد على الأرقام كقيمة لها، حيث أن هذا النوع مناسب تماماً لتحليل البيانات، ومن أمثلة هذه البيانات عدد العاملين بالشركة والعمر ووقت العمل والمساحة وغيرها من البيانات المتعلقة بطبيعة العمل.

يتم تمثيل بيانات الكمية من خلال استخدام جداول ورسوم بيانية، يوجد نموذجان لهذه البيانات هما بيانات الكمية المستمرة والكمية المنفصلة.

2. بيانات فئوية أو نوعية

تعمل البيانات الفئوية أو النوعية على فهم سلوكيات العملاء ومعرفة عواطفهم و شخصيتهم بشكل أفضل، وهذه كلها خصائص غير قابلة للقياس، حيث يصعب تمثيلها بيانياً.

أنواع تحليل البيانات للأعمال

إن إجادة مهارات تحليل البيانات يستلزم معرفة أنواع التحليل التي يمكن القيام بها، من أجل الوصول إلى المعلومات التي يتم من خلالها بناء استراتيجية جيدة، ومن أنواع تحليل البيانات ما يلي:

  • التحليل الوصفي: وهو يختص بتحليل بيانات الأعوام السابقة لفهم طريقة العمل في المستقبل، ويعتمد هذا التحليل على الاستنتاجات من العمليات السابقة، ويستخدم في تتبع مؤشرات أداء الشركات والحصول على عملاء محتملين للمبيعات.
  • التحليل التنبؤي: هذا النوع من التحليل عكس التحليل الوصفي، لأنه يعمل على تحليل المستقبل من خلال البيانات الوصفية، ويقوم بالتنبؤ لأوضاع الشركات في السنوات القادمة، ويمكن هذا النوع من التحليلات أصحاب الأعمال والشركات التجارية بتقييم المخاطر المستقبلية المحتملة لتجنبها، ووضع خطط مستقبلية جيدة.
  • التحليل التشخيصي: يعمل هذا التحليل على فهم أسباب حدوث أشياء معينة، سواء كانت هذه الأشياء إيجابية أو سلبية، من أجل الوصول إلى معرفة كيفية حدوثها، وتحديد العوامل والأسباب التي أدت إليها، ويفيد هذا الشركات في وضع خطط وقائية لتجنب تكرار المشكلات، ويستخدم كذلك لتحديد الطفرات المفاجئة في المبيعات والعوامل المحيطة بها. 
  • التحليل الكلي: من أنواع تحليلات البيانات الأكثر شمولية، حيث يجمع بين التحليل الوصفي والتحليل التشخيصي والتنبؤي، لكي تستطيع الشركات صياغة الخطط وتكوين رؤى قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، للحصول على أفضل نتائج.

الخلاصة

إن مهارات تحليل البيانات تسمح لك خوض مجال تحليل أداء الشركات والمؤسسات، والقيام بفحص وتنقية البيانات لتحديد الحلول التي تساهم في حل المشكلات بطريقة أفضل، وتحسين عمليات صنع القرار، وتجنب أو القضاء على المخاطر، وتكوين رؤية مستقبلية واضحة.

واستخدام كل هذه المعلومات من أجل تحقيق الربحية المطلوبة، وزيادة النمو، واستخدام استراتيجيات التسويق المناسبة وتطوير الخطط الخاصة بالبيع بعد فهم سلوك المستهلكين ومعرفة اهتماماتهم واحتياجاتهم والتحديات التي تواجههم. 

مواضيه قد تهمك

اترك رد