أهمية الذكاء الاصطناعي في البيئة

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة: حليف أم عدو؟

يجد العديد من الناس والمؤسسات أنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة سلاح ذو حدّين، فالدليل على ذلك أنَّنا نجد التطبيقات التي تساعد إلى حد كبير في التنبؤ بالمخاطر الوشيكة أو محاولة تحسين البيئة، نراها أيضًا بحدّ ذاتها مضرَّة للبيئة بسبب انبعاثات الكربون من تقنيّاتها الحوسبيّة في الجو.

ولكن هل هذا يعني أنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة لا يُمكن الاعتماد عليها لأضرارها في الجو؟ بالطبع لا، ولهذا في المقال سنتعرَّف أولًا ما هي هذه التطبيقات، وما هي تحديَّات تطبيقها في البيئة، وكيفية جعل الذكاء الاصطناعي يتغلب على التحديات سواءً البيئية أو التقنية.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة

يمكننا القول أنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة عديدة، وتسعى للتطور فيما بعد، بل وحتى اليوم يتم ابتكار حلول جديدة لضمان نظافة البيئة وتحقيق الاستدامة.

ما هي الاستدامة؟

تعبِّر الاستدامة عن محاولة الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، من خلال استخدام البيئة والموارد بالحاضر بطريقة لا تضرّ بحقوق هذه الأجيال التي سوف تعيش في المستقبل، وتقوم الطريقة بجمع البيانات الحاليّة وحصرها، ومحاولة التخلُّص من أيّ أعباء تضُرّ حقوقهم.

والجدير بالذكر أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة متعدِّدة ومنها الأتي:

1. معالجة وتحليل البيانات

تمتلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة القدرة على تحليل البيانات الضخمة الحاليَّة للبيئة ومراقبتها، ممّا تساعد الحكومات على اتخاذ الإجراءات والسياسات المستقبليّة، فيما يضمن جميع الحقوق الحاليَّة والمستقبلية.

ففي عام 2022 م في الأمم المتحدة تم إطلاق منصة تسمى ب WESR تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات البيئة المعقَّدة، وتقوم غرفة عمليات البيئة العالمية WESR بتجميع البيانات من مصادر عدَّة مثل رصد الأرض وأجهزة الاستشعار والقيام بعمل تنبؤ للمسقبل والحد من المخاطر المحتملة. 

2. تتبع غاز الميثان في الجو

يقوم الذكاء الاصطناعي بجمع بيانات الانبعاثات وعمل سجل للحالات التي تم التأكد منها، وتتمّ هذه الطريقة بتقنيَّة تُسمَّى ب IMEO، حيثُ قِيل أنَّها الأكثر فعَّالية وأقلّ كُلفة للتقليل من مخاطر المناخ.

ويُستخدم المرصد الدولي للانبعاثات الخاصّة بغاز الميثان في محاولة الحدّ منها، كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في ربط البيانات للمساعدة في اتّخاذ القرارات، والتقليل من المخاطر التي قد تصيب البيئة. 

3. مكافحة التلوث

وهذا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المهمّة للبيئة التي تستخدم لحمايتها، حيث يمكن استخدام هذه التطبيقات في العديد من المجالات، مثل جمع النفايات ومعالجتها، وحماية الموارد المائية، ورصد مصادر التلوث من خلال أجهزة استشعار ذكيّة، تقوم بالعديد من المهام مثل مراقبة جودة الهواء.

يمكن لهذه الأجهزة الذكيّة أيضًا أن تقوم بمراقبة الغابات وحمايتها من التلوث، بتحليل البيانات الخاصَّة بالبيئة وبيانات المناخ والطقس وبيانات النباتات، لتعرف إذا ماكن كان يوجد ما يؤذي الغابات من حرائق أو غيره، ممّا يساعد على التنبؤ بهذه الحرائق، ويساعد على اتخاذ الإجراءات المطلوبة وتقليل المخاطر.

4. فهم أسرار الحياة البرية

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تتبُّع الحياة البرِّية ومراقبتها للكشف عن المشاكل وحلَّها، فمثلًا يتمّ استخدامه لمراقبة الحيوانات ومعرفة حالتها الصحيَّة وما إذا كانت بالحاجة إلى علاج، كما يمكن أيضًا مراقبة سلوكها وحركتها، ممّا يساعد العلماء على ترقُّب تصرُّفات الحيوانات.

5. حماية ومراقبة البيئة من المخاطر

وهذه خطوة مهمّة للحفاظ على البيئة من المخاطر، وتتمّ من خلال إدارة الكوارث الطبيعية سواء بالتنبؤ بها والتقليل من مخاطرها، أو الاستجابة والتعافي منها بالتدخُّل أو تخصيص الموارد لحّل المشكلات.

ومن مظاهر حماية البيئة من المخاطر التأكد من صحّة المحيطات باكتشاف الملوَّث منها، وتتبٌّع الطحالب غير المفيدة، كما يمكن أيضًا تتبُّع الشُعب المرجانيّة في البحار والمحيطات.

6. منع عمليات الصيد الغير شرعيّة

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة الصيد الجائر وتحسين الموارد البيئية، بعدّة طرق مثل الكاميرات الذكيّة التي تدعم الفخاخ والتسجيلات الصوتيّة، التي تتضمن تقنيَّات التعرُّف على الصوت؛ لمُراقبة الأصوات الغير مألوفة مثل أصوات إطلاق النَّار والتي تمتلك تقنيّات للتنبيه عن ذلك.

كما يمكن أيضًا التنبؤ بعمليات الصيد الغير شرعيَّة بتحليل مجموعة من البيانات؛ للتوقُّع من خلالها عن المكان المرجَّح لهذه العمليات، كذلك أماكن هجرة الحيوانات المحتمل زيادة عمليات الصيد الجائر فيها، ممّا يساعد على تحسين استخدام الموارد.

7. حماية التنوع البيولوجي من الانقراض

تعتبر حماية الحيوانات النادرة من الانقراض والحفاظ على تنوّعها البيولوجي من أهم تطبيقات الذكاء الصناعي في الحفاظ على البيئة، حيثُ تساعد في التقليل من أسباب هذه المخاطر، وتشمل الأفعال البشرية أو تدمير الغابات والموائل التي تدمِّر النِّظام البيئي.

وتبدأ خطوات الحماية بمراقبة الموائل باستخلاص وتحليل معلومات الأقمار الصناعيّة، من استخدام الأراضي ورطوبة التربة وتحديد الأماكن التي تحتاج إلى إصلاح أو ترميم، كما يمكن أيضًا نمذجة التنوع البيئي وتوزيعه، وتتم هذه الخطوة من خلال إنشاء المحميَّات الطبيعية، والحفاظ على الأنظمة البيئية.

تحديات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على البيئة

توجد هناك تحديات لبعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تشكِّل خطرًا على البيئة منها:

1. أمن البيانات

توجد بعض الالتزامات الأخلاقية التي يجب مراعاتها المرتبطة بخصوصية أمن البيانات، حيثُ يجب التأكد من أنَّ بيانات المستخدمين محميَّة بشكل دقيق بالأدوات الذكيَّة دون التسبُّب بأي مخاطر أو استغلال لهذه المعلومات.

2. الاستخدام المتوازن

المتوازن يُقصد بها أن يتمّ استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على البيئة بطريقة عادلة، والحماية من انقسام الثروة البيئية، بحيثُ لا تنقص من حقوق أي طرف من الأطراف.

كيفية التغلب على التحديات البيئية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من وجود العديد من التحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة، إلا أنَّه يمكن التغلب على هذه التحديات بعدة طرق منها:

1. تحسين جودة استهلاك الطاقة

يمكن تحسين جودة استهلاك الطاقة من خلال تحسين مراكز البيانات، وكفاءة أداء أجهزة الحاسوب التي تُستخدم لعمليات معالجة البيانات، بالاستخدام الأمثل للموارد مع عمليات التبريد.

2. تحسين جودة خوارزميات الذكاء الصناعي

 تحسين جودة الخوارزميات يُقصد بها تحسين جودة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بمجموعة من البيانات المصمَّمة لتقليلها، لتوفير الموارد وتسريع عملية التدريب، مما يقلِّل من استخدام الموارد، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية في الهواء.

3. الوعي البيئي أثناء تطوير التطبيقات

ويتمّ الوعي باتخاذ الاستدامة البيئية كعامل أساسي في تطوير تطبيقات الذكاء الصناعي، ثمَّ مراعاة تأثيراتها على البيئة، واعتماد التقنيَّات المستدامة التي تحسِّن من البيئة. 

الخلاصة

تتعدَّد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة ما بين تحليل البيانات وتتبُّع الغازات وجودة الهواء، وما تقدر عليه تقنيّات الذكاء الاصطناعي من زيادة جهود مكافحة الصيد الجائر، وصولًا لإنشاء المحميَّات الطبيعية.

وهذه التطبيقات بالرغم مما تمتلكه من فوائد فهناك بعض العيوب والتحديّات، مثل خصوصيِّة وأمن البيانات، و اعتدالية والموازنة في استخدام الذكاء الصناعي للحلول البيئية، كما توجد طرق التغلُّب على هذه التحديَّات مثل الصرامة في استخدام البيانات وعدم استغلالها أو الصرامة في الاعتدال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *