يهتم التسويق الاجتماعي بأشياء غير الأرباح وطريقة بيع المنتجات، فهو يؤثر في جودة الحياة وإحداث تأثيرات اجتماعية إيجابية، وتغيير العديد من السلوكيات السلبية، ولعلك ترغب في معرفة ما هو التسويق الاجتماعي وأهميته وأبرز استراتيجياته.

وبالبحث عما هو التسويق الاجتماعي، يمكن أن نؤكد على أنه عالم يبحث عن الأفكار الابتكارية والأهداف النبيلة السامية من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل وجيد للجميع، حيث تسعى الكثير من المتاجر إلى هذا النوع من التسويق لزيادة الوعي بأنشطتها، والاقتراب أكثر من العملاء.

ولقد كان التسويق الاجتماعي أحد أبرز الوسائل التي من خلالها قامت المتاجر الإلكترونية بكسب المزيد من العملاء من خلال اهتمامها بتقديم حلول لعدد من المشكلات والقضايا المجتمعية، مما يدعم مصداقيتها وكسب ثقة العملاء وتحقيق النجاح بشكل مستديم.

ولكن العديد لازال يبحث عما هو التسويق الاجتماعي وما هو مفهومه بشكل أكثر وضوحًا، حيث إنه أسلوب جديد في التسويق يقوم بتحقيق الأهداف الاجتماعية إلى جانب الأهداف التجارية، من خلال استخدام خطط واستراتيجيات التسويق التقليدية، ونشر الوعي وتحفيز الجماهير المستهدفة والتأثير على سلوكياته بشكل فعّال.

ما هو التسويق الاجتماعي وأهم مبادئه

يهدف التسويق الاجتماعي إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي حيث يجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت ويعمل على تغيير سلوكيات الأفراد إلى الأفضل وتتمثل مبادئ هذا النوع من التسويق فيما يلي:

  • التركيز على اهتمامات الجمهور المستهدف واحتياجاته ومعتقداته والتطلعات التي يتطلع إليها وأهم التحديات الموجودة عنده.
  • وضوح الأهداف من التسويق الاجتماعي وقابليتها للقياس، وتوافقها مع النتائج المرغوبة والغايات المرجوة.
  • التعاون والمشاركة المستمرة بين أصحاب المصلحة والأشخاص الذين يمكنهم التأثير على المجموعات بشكل كبير وفعّال.
  • من أهم المبادئ الاستدامة والتركيز على إحداث تغيير إيجابي يستمر لفترات طويلة، والحفاظ على هذه النتائج للمدى الطويل.
  • الاهتمام بالمصلحة العامة للمجتمع ككل واحترام الاستقلالية، والتأكيد على الاعتبارات الأخلاقية.

مجالات التسويق الاجتماعي

بالبحث عما هو التسويق الاجتماعي، يظهر لدينا عدة مجالات تخص التسويق الاجتماعي ويعمل من خلالها بشكل أفضل، ومن هذه المجالات ما يلي:

  • القضايا الاجتماعية العامة، وهي من أهم مجالات التسويق الاجتماعي مثل المساواة بين الرجل والمرأة في العمل، ومكافحة العنف والتمييز في المجتمع، وتعزيز التعليم والتثقيف لمختلف الفئات في المجتمع.
  • قضايا الصحة العامة، مثل الوقاية من الأمراض وطريقة الحماية من انتشار المرض، وحملات ضد التدخين، والتوعية بالتغذية الصحية، وأهمية اللياقة البدنية للصحة العامة في المجتمع.
  • تعزيز الثقافة المالية، وأهمية محو الأمية المالية، والسلوك المالي الجيد للأسر، ويكون من خلال تثقيف الأفراد حول أهمية الادخار، وطريقة تجنب عمليات الاحتيال.

أهمية التسويق الاجتماعي

من خلال بيان ما هو التسويق الاجتماعي تتضح جليًا أهميته، حيث إنه نمط غير تقليدي في التسويق يساهم بشكل إيجابي كبير في العديد من الجوانب الهامة، وتظهر أهميته من خلال ما يلي:

  • تعزيز المحافظة على البيئة وتشجيع الممارسات الجيدة الصديقة للبيئة، مثل تشجيع إعادة التدوير للمخلفات، وترشيد استهلاك الطاقة، والحد من الملوثات للبيئة بشكل عام.
  • تحسين الظروف البيئية من خلال معالجة الكثير من المشكلات الملحة التي تؤثر بشكل بالغ في الأفراد والمجتمعات، مثل تغيير السلوكيات الفردية والمجتمعية السلبية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للفئات المهمشة.
  • دعم الكثير من الأنشطة التجارية التي تتبنى مبادئ التسويق الاجتماعي، وزيادة تواصلها مع الجماهير، من أجل نجاحها وتوسعها. تعرف كذلك على اتجاهات التسويق الرقمي.

المتاجر الإلكترونية من خلال التسويق الاجتماعي

يمكن من خلال إظهار ما هو التسويق الاجتماعي بيان الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلاله للمتاجر الإلكترونية، حيث لا يركز التسويق الاجتماعي فقط على تلبية احتياجات العملاء وإنما يأخذ في اعتباره التأثير المجتمعي، ويفيد المتجر من خلال ما يلي:

  • التوافق مع ما يفضله العملاء وما يتوافق معهم من قيم أخلاقية، حيث يمكن جذب العملاء الذين يحرصون على القيم الاجتماعية والممارسات الأخلاقية ويعطونها الأولوية.
  • إظهار صورة إيجابية للمتجر من خلال الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والمحافظة عليها ومعالجة القضايا الاجتماعية المختلفة، وهذا يزيد من الثقة في المتجر ويعطي نوع للولاء له خاصة أصحاب القيم الأخلاقية.
  • الاستفادة من إقامة شراكات، فغالبًا ما تتضمن المبادرات في التسويق الاجتماعي Social Marketing التعاون مع منظمات وهيئات مختلفة، ومن خلال ذلك يمكن للمتجر توسيع نشاطه التجاري بشكل أوسع.
  • يعطي التسويق المجتمعي ميزة تنافسية إضافية تتميز بها المتاجر عبر الإنترنت، وهذا يجذب العديد من المستهلكين الذين لديهم وعي اجتماعي.

مراحل التسويق الاجتماعي

يمكن الإدراك الكامل لمفهوم ما هو التسويق الاجتماعي من خلال إدراك حملات التسويق الاجتماعي التي يكون لها أثر فعّال، ومن الضروري إتباع نهج معين من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، فمن أهم مراحل التسويق الاجتماعي ما يلي:

1. تحديد الأهداف

تحديد الأهداف منذ البداية وتكون هذه الأهداف قابلة للقياس، وتتوافق مع التأثير الاجتماعي المطلوب، مثل زيادة الوعي أو تغيير سلوكيات معينة أو تبني سلوكيات بعينها.

وتحديد الهدف يجعل المسوق يحدد أبعاد الحملة بشكل متكامل ويضع خطة منظمة يكون نتاجها الأهداف المرجوة. تعرف كذلك على التسويق المباشر.

2. استهداف الجمهور المناسب

تحديد الجمهور المناسب أولى خطوات نجاح أي حملة، لأن إطلاق الحملة التسويقية لجمهور خطأ، ينتج عنه عدم الاهتمام وبالتالي فشل الحملة.

لذا، فإن فهم الجماهير والفئات المستهدفة، وتحليل السلوكيات الخاصة بهم والدوافع والمتطلبات التي تقودهم، وتحديد المشاكل التي تواجههم وطريقة معالجتها بشكل جيد وفعّال.

3. وضع خطة لحملة التسويق

حيث يتم تعيين الاستراتيجية والبرامج المحفزة والشراكات، وأصحاب المصلحة الأساسيين، وبناء خطة شاملة للتأثير على السلوكيات المطلوبة.

فمن المعهود أن السير على خطة منظمة تجعل احتمالية النجاح كبيرة جدًا ومؤثر بشكل أكبر، لذا فإن التخطيط من أهم الركائز الأساسية في التسويق الاجتماعي.

4. مرحلة التنفيذ

حيث يعد التطبيق من أهم المراحل والطرق المستخدمة في التنفيذ، حيث تساعد هذه المرحلة في الوصول إلى الأهداف بشكل أسرع.

كما يمكن التواصل من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والمنصات للوصول إلى الجماهير المستهدفة.

5. مرحلة التقييم

 يعد قياس تأثير الحملة ومدى نجاحها والتعرف على المؤشرات الأولية والتقييم المستمر يجعل هناك إمكانية لتعديل الأخطاء للوصول إلى النتائج المطلوبة.

ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى مراقبة زيادة الدعم، وذلك لضمان تحسين الأداء وزيادة التأثير، لذا يكون التقييم أمرًا ضروريا ومهمًا. 

أمثلة على التسويق الاجتماعي

بعد أن أدركنا ما هو التسويق الاجتماعي وما هي أهميته، يمكن التعرف على بعض الأمثلة التي تجسد هذا النمط من التسويق الإلكتروني، وتتمثل هذه الأمثلة فيما يلي:

  • حملات المحافظة على البيئة حيث تهدف إلى تشجيع السلوكيات التي تحافظ على البيئة من التلوث، والتركيز على طرق الاستفادة من المواد المستخدمة بدلًا من تلويث البيئة بها.
  • حملات مكافحة الإدمان والتدخين، وهي تقوم بتوعية الأشخاص بأضرار التدخين، وطريقة الابتعاد عن مراحل الإدمان منذ البداية.
  • مبادرات الحفاظ على الصحة، مثل التشجيع على تعلم العادات، الأكل الصحي، ومعرفة الإجراءات الوقائية للحماية من أمراض السكري والسمنة.
  • حملات التوعية بأهمية المحافظة على القواعد المرورية لتجنب الحوادث، والتوعية بضرورة القيادة المسؤولة.

مقارنة بين التسويق الاجتماعي والتسويق التجاري

من خلال معرفة ما هو التسويق الاجتماعي، يمكن المقارنة بينه وبين خصائص التسويق التجاري، حيث يختلفان في عدد من الخصائص منها ما يلي:

1. الهدف الرئيسي

يتمثل الهدف الرئيسي للتسويق الاجتماعي في معالجة المشكلات والقضايا المجتمعية والحفاظ على البيئة وحمايتها، وتحسين الصحة بشكل عام، وتحقيق تغيير إيجابي في المجتمع.

أما التسويق التجاري فإنه يهدف إلى ترويج المنتجات وتحقيق قدر كبير من الأرباح للأنشطة التجارية.

2. تأثير كل منهما

التسويق الاجتماعي يركز على التأثير في المجتمع طويل المدى، وإحداث تغيرات مستدامة وليس تغيير وقتي فقط.

أما التسويق التجاري فإنه يركز بشكل دائم على النجاح المالي وإن كان قصير الأجل وتحقيق الأرباح للمؤسسة التجارية.

3. وسيلة التحكم

السلوك الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية هي التي تتحكم في التسويق الاجتماعي وتحقيق رفاهية مجتمعية شاملة.

أما التسويق التجاري فيقوم أساسا على القدرة التنافسية، وفكرة إقصاء المنافس، والتركيز على الربحية ورضا العملاء.

4. مقياس النجاح

النجاح للتسويق يقاس بالتغيرات الإيجابية في المجتمعات، مثل حل المشكلات الصحية أو التخلص من مشكلات بيئية معينة، وزيادة الوعي المجتمعي، وتغير سلوك المجتمع للأفضل.

بينما التسويق التجاري يتم قياسه بمعيار النجاح العائد من الاستثمار، وحصة السوق، وإيرادات المبيعات في الأسواق.

5. الجمهور المستهدف

التسويق الاجتماعي يستهدف الأفراد والمجتمعات، من أجل التأثير على السلوكيات بشكل عام، وتوجيه المجتمع إلى الصالح العام الأشمل.

بينما التسويق التجاري يستهدف قطاعات المستهلكين والتركيز على قطاعات معينة للترويج لبيع منتجات وفق احتياجاتهم الخاصة، دون النظر لباقي المجتمع.

الخلاصة

ختامًا من خلال فهم ما هو التسويق الاجتماعي يمكننا أن نقف على نوع من التسويق لا يقل أهمية عن التسويق التجاري المعروف، ولكن يزيد في كونه يحمل أبعادًا اجتماعية يمكن أن تغير بشكل كبير في شكل المجتمع وتضع العديد من الحلول للعديد من المشكلات المجتمعية المختلفة.

كما يساهم هذا النوع من التسويق في تحسين الظروف الحياتية من خلال معالجة المشكلات التي تؤثر على المجتمعات بشكل عام، وتعديل سلوكيات الأفراد وزيادة وعيهم وبناء قيم أخلاقية مستدامة تهدف إلى تطوير المجتمع بشكل متكامل. 

مواضيه قد تهمك

اترك رد