هل تفكر في الدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية؟
أنت لست وحدك. فمع الارتفاع المستمر في عدد المشترين عبر الإنترنت، أصبح تأسيس متجر إلكتروني فكرة جذابة للكثيرين. لكن، ما لا يدركه البعض أن هذا المجال يحمل مخاطر قد تكون قاتلة للمشروع إذا لم يتم الاستعداد لها بشكل جيد.
في هذه المقالة سنكشف لك أهم المخاطر التي يجب الانتباه لها قبل بدء مشروع التجارة الإلكترونية، وسنزودك بنصائح عملية للتعامل معها بذكاء واحترافية. سواء كنت مبتدئًا أو تخطط لتوسيع عملك الحالي، فهذه المقالة ستمنحك نظرة واقعية ومتعمقة.
1. عدم الالتزام بالقوانين المحلية
أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها رواد الأعمال هو تجاهل القوانين والتراخيص المحلية. قد تبدأ العمل دون معرفة ما إذا كان نشاطك التجاري يتطلب تسجيلًا رسميًا، أو ترخيصًا خاصًا، أو حتى موافقة من الجهات المعنية.
الحل:
-
تحقق من القوانين في بلدك، خاصة فيما يتعلق ببيع المنتجات، حماية المستهلك، الضرائب، وقوانين الدفع الإلكتروني.
-
استشر محامٍ أو مستشار قانوني متخصص في التجارة الإلكترونية.
-
احرص على وجود سياسة استرجاع وشروط استخدام واضحة في متجرك.
⚠️ تذكر: تجاهل هذه النقطة قد يؤدي إلى إيقاف متجرك، حظر حساباتك البنكية، أو حتى غرامات باهظة.
2. اختيار منتجات غير مجرّبة أو رديئة الجودة
من أكبر المخاطر التي قد تدمّر سمعة متجرك: بيع منتج سيء الجودة أو لا يلبي توقعات العميل.
المنتجات التي لم يتم اختبارها قد تؤدي إلى سيل من الشكاوى، وطلبات استرجاع، وتقييمات سلبية تقضي على فرصك في النجاح.
الحل:
-
اطلب عينات من المنتج قبل إضافته للمتجر.
-
استخدمه بنفسك أو اختبره مع أشخاص موثوقين.
-
لا تعتمد فقط على صور المورد، بل التقط صورك الخاصة ووضح تفاصيل الاستخدام.
3. الاعتماد على قناة بيع واحدة فقط
كثيرون يعتقدون أن المتجر الإلكتروني وحده كافٍ لتحقيق المبيعات، لكن الحقيقة أن الاعتماد على قناة واحدة فقط يُعد مخاطرة كبيرة. ماذا لو تم حظر متجرك مؤقتًا؟ أو واجه عطل تقني؟ أو انخفض التفاعل عليه؟
الحل:
-
وسّع قنوات البيع:
-
متجر إلكتروني احترافي
-
البيع عبر واتساب
-
إنشاء قناة بيع على إنستغرام وفيسبوك
-
استخدام المنصات المحلية أو الأسواق المفتوحة (مثل سوق، نون، أمازون)
-
-
ربط كل هذه القنوات بلوحة تحكم واحدة لتسهيل المتابعة وإدارة الطلبات.
4. تجاهل تجربة المستخدم (UX) داخل المتجر
المتجر البطيء، أو المعقّد، أو غير المتوافق مع الجوال = خسارة مبيعات.
إذا لم يشعر العميل بالراحة أثناء التصفح، أو لم يجد وسيلة دفع تناسبه، ببساطة سيغادر.
الحل:
-
استخدم تصميم بسيط وواضح.
-
تأكد من توافق المتجر مع الجوال.
-
اجعل عملية الشراء مكوّنة من أقل عدد ممكن من الخطوات.
-
وفّر أكثر من طريقة دفع (مثل مدى، Apple Pay، أو الدفع عند الاستلام).
5. مشاكل الشحن والتوصيل
هل تعلم أن 7 من كل 10 شكاوى في التجارة الإلكترونية مرتبطة بالشحن؟
من التأخير في التوصيل، إلى تلف المنتج أثناء النقل، هذه المشاكل قد تكلفك كثيرًا من الثقة والمبيعات.
الحل:
-
اختر شركة شحن موثوقة، ويفضّل أن تقدم توصيلًا سريعًا وبتكلفة واضحة.
-
راقب كل طلب بعد شحنه.
-
زود العميل بتحديثات مستمرة، مثل: “طلبك في الطريق”، “سيتم التوصيل اليوم”، إلخ.
-
ضع سياسة واضحة لحالات التأخير أو التلف.
6. عدم احتساب التكاليف بدقة
من الأخطاء القاتلة البدء دون فهم واضح للتكاليف الحقيقية، مثل: رسوم المنصة، تكاليف الشحن، عمولات الدفع، تكلفة المنتج، الإعلان… إلخ.
الحل:
-
أنشئ جدولًا تفصيليًا للتكاليف الثابتة والمتغيرة.
-
لا تعتمد فقط على سعر البيع – احسب صافي الربح بدقة.
-
استخدم برامج محاسبة أو أدوات بسيطة لتتبع الدخل والمصاريف.
7. الإهمال في خدمة العملاء
خدمة العملاء الضعيفة قد تجعل العميل يغادر بلا عودة، بل وقد يتحدث عن تجربته السلبية على العلن.
تخيل أنك أنفقت أموالاً على إعلانات، ثم ضاع كل ذلك لأن أحد موظفيك لم يرد على استفسار عميل بسرعة!
الحل:
-
فعّل الرد التلقائي على واتساب وإنستغرام.
-
خصص فريقًا لخدمة العملاء عبر الدردشة المباشرة والبريد.
-
كن ودودًا، مستمعًا، وسريعًا في الردود.
8. الاعتماد المفرط على الإعلانات المدفوعة
قد تبدأ تجارتك بقوة عبر الإعلانات، لكن إذا كان اعتمادك الوحيد على الحملات الممولة، فمشروعك في خطر.
بمجرد توقف الميزانية، تتوقف المبيعات.
الحل:
-
ابنِ جمهورًا عبر المحتوى: مقالات، فيديوهات، منشورات تعليمية.
-
استخدم البريد الإلكتروني للتسويق.
-
فعّل نظام الولاء والعروض الخاصة.
9. عدم بناء الثقة مع الزبائن
الثقة هي العملة الأساسية في التجارة الإلكترونية.
إذا لم يشعر العميل بالأمان، لن يُدخل بياناته أو يُكمل الطلب.
الحل:
-
أضف شارات الأمان مثل: SSL، بوابات دفع موثوقة، وآراء العملاء.
-
شارك تجارب عملائك السابقين.
-
وضّح طريقة التواصل والإرجاع بشكل شفاف.
10. عدم تطوير خطة نمو واضحة
البدء سهل، لكن البقاء صعب.
إذا لم تضع خطة لتوسيع المنتجات، تطوير فريقك، وزيادة التفاعل، فقد يتوقف المشروع بعد أشهر قليلة.
الحل:
-
حدد أهدافًا شهرية واضحة.
-
راقب الأرقام باستمرار (معدل التحويل، معدل التفاعل، نسبة الإرجاع…).
-
لا تتوقف عن التعلم: تابع دورات، استشر خبراء، طوّر نفسك.
الخلاصة
التجارة الإلكترونية ليست مجرد تصميم متجر ورفع منتجات، بل هي نظام متكامل يتطلب وعيًا، التزامًا، وتجهيزًا شاملًا.
قبل أن تبدأ، راجع هذه المخاطر بدقة، وجهّز خطة لكل منها، وستكون فرص نجاحك أعلى بكثير.
اكتشاف المزيد من شركة ريان سوفت
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.